مقدمة
يعد
التصميم التعليمي من العلوم الحديثة التي ظهرت مؤخراً التعليم ٬ ويبحث هذا العمل
في تطوير التعليم وخبراته وبيئاته ووصف أفضل الطرق التعليمية التي تحقق النتاجات
التعليمية المرغوب فيها ٬ ويصف الإجراءات التي تتعلق باختيار المادة التعليمية
المراد تصميمها تحليلها وتنظيمها وتطويرها وتقويمها بما يتفق وخصائص المتعلمين ٬
كما يهتم هذا العمل بوصف البرامج التعليمية والاستراتيجيات المناسبة للتعليم ٬
وتحديد الأداة أو الوسيلة التعليمية المناسبة للتعليم .طلحة (2010)
ولقد
شهد العالم في السنوات الأخيرة مولد العديد من نظريات ونماذج تصميم التعليم وقد
اختلفت هذه النظريات والنماذج حول الآليات والاجراءات المقترحة لتحقيق الأهداف
المرجوة من عملية التصميم.
جاءت
فكرة نماذج تصميم التعلم من الصناعة والعلوم العسكرية بالاضافة الى عديد من الفروع
الأخرى ولذلك ينظر اليها غالبا على أنها صالحة فقط للتعليم المهني. سحتوت (2014)
مفهوم التصميم التعليمي :
تعددت تعريفات التصميم التعليمي نظرًا لأن التصميم التعليمي قام وتطور على أساس مفاهيم ومبادئ عديدة في مجالات متعددة، أهمها نظرية النظم العامة التي تنظر إلى العملية التعليمية كنظام أو منظومة، والمنظومة هي كيان كلي، ملموس أو مجرد، متطور ذاتيا يتكون من أجزاء أو وحدات فرعية متتابعة ومتفاعلة ومتداخلة تعمل كوحدة واحدة لتحقيق أهداف المنظومة. أبو
سويرح (2009)
وللحديث في تعريف التصميم التعليمي فإننا يجب أن نحلل كل مكونات هذا وهي كالتالي أبو سويرح (2009):
§
تصميم (Design) : عملية
تخطيطية ينتج عنها مخطط أو خطة منظمة تعمل على تحقيق أهداف معينة.( زيتون، (1999
§
تعليم (Instruction) : عملية
اجتماعية انتقائية تربوية هادفة تتفاعل فيها العناصر كافة التي هتم بالعملية التربوية من إداريين ومشرفين ومدرسين وطلبة .. بهدف نمو المتعلم والاستجابة لرغباته وخصائصه وأساليب تعلمه وذلك باستخدام الإجراءات التي تتناسب وقدرته وإمكانياته (الحيلة،(2003
يذكر أبو سويرح (2009) نقلا عن (خميس، (2003 أن هناك اتجاهان لتعريف التصميم والتطوير التعليمي هم:
الاتجاه الأول: يرى أن التصميم التعليمي منظومة فرعية من عمليات التطوير، تعنى بتحديد لمواصفات التعليمية الكاملة لمنظومة المصادر التعليمية، أما التطوير فهو العملية الشاملة التي تعنى بتحويل هذه المواصفات إلى منظومات تعليمية كاملة وتتضمن بالإضافة إلى التصميم عمليات أخرى هي الإنتاج والتقويم والاستخدام والإدارة، وناتج عملية التصميم هو أشبه بمخطط الرسم الهندسي، أما ناتج التطوير فهو أشبه بتنفيذ هذا الرسم إلى مبان جاهزة للاستخدام.
الاتجاه الثاني: يرى أن التصميم يتعامل مع الدروس، بينما التطوير مع المقررات وأنهما يتشابهان في الخطوات والعمليات، ولكن التصميم يركز على المنتج نفسه، والدرس هو وحدة التحليل في التصميم، أما التطوير فهو أوسع والمقرر هو وحدة التحليل، ويركز التصميم على عمليات تحليل المهمة وخصائص المتعلمين وتصميم الرسالة التعليمية أما التطوير فيعمل على مستويات مكبرة تركز على تقدير الاحتياجات وتحديد الأهداف ونظم النقل والتقويم وإدارة النشاط. وبذلك
تعددت تعريفات التصميم التعليمي نذكر منها:
ويعرف يوسف قطامي وآخرون ( 2008) نقلا عن أبو شاويش
(2013) : "التصميم التعليمي بأنه دراسة علمية تكنولوجية لأسس التعليم والتعلم وتحديد أفضل الطرق والأساليب التدريسية المناسبة لتحقيق الأهداف التدريسية".
يعرفه (محمد وسالم، 2001) نقلا عن أبو شاويش
(2013) التصميم التعليمي هو " العلم الذي يبحث في الوصول إلى أفضل الطرق التعليمية الفعالة وتصويرها في أشكال وخرائط ليكون دليلاً لواضع المناهج وتعد أيضاً دليلاً للمعلم أثناء عملية التعليم لتحقيق الأدوات التعليمية المرجوة، وهذه الأشكال والخرائط المقننة تُعد التصميمات الهندسية لعملية البناء المراد تنفيذه " .
ويعرفه) الحيلة،2005) نقلا عن الحولي (2010)
بأنه " إجراءات مختلفة تتعلق باختيار المادة التعليمية المراد تصميمها وتحليلها وتنظيمها وتطويرها وتقويمها لمناهج تعليمية تساعد المتعلم على التعلم بطريقة أسرع وأفضل من ناحية ، وأتباع أفضل الطرق التعليمية بأقل جهد ووقت ممكنين.
ويعرفه (خميس، 2006) نقلا عن أبو
سويرح (2009): هو
مجموعة من الخطوات والإجراءات المنهجية المنظمة،التي يتم من خلالها تطبيق المعرفة العلمية في مجال التعلم الإنساني لتحديد الشروط والمواصفات التعليمية الكاملة للمنظومة التعليمية) مصادر، مواقف، برامج ودروس، مقررات)على ورق()
عرفه وايزمان وآخرون ( ( 2005نقلا عن أبو شاويش (2013) بأن التصميم التعليمي هو "تكنولوجيا تطوير الخبرات والبيئات التعليمية التي تحفز التعليم من خلال أنشطة تعليمية وهو علم مثل باقي العلوم، يحتاج إلى التجديد والاختراع والإبداع وهو ليس ظاهرة طبيعية بل من صنع الإنسان، وتطويره المقابلة احتياجاتنا ومثله مثل أي علم يحتاج إلى التجديد والبحث المستمر واختراع الجديد وتطويره بشكل مستمر.
الأسس الفلسفية للتصميم التعليمي:
يذكر صالح (2005) أن كثير من الأدبيات (e.g. Roblyer et.,al., 1997,
Smith&Ragan,1999,Reeves&Reeves,1997) تتفق على أن الأساس
الفلسفي للتصميم التعليمي يمكن تحديده في فلسفتين رئيستين هما: الفلسفة الموضوعية
(Objectivism)، والفلسفة الذاتية (Subjectivism). يعتقد أنصار المدرسة
الموضوعية أن الحقيقة موجودة على نحو موضوعي ومستقل عن الخبرة الذاتية للفرد،
وبوجود حقيقة مشتركة، وبأن المعرفة تكتسب من الخبرة، بالإضافة إلى تأييد هذا
الاتجاه للاختزالية (Reductionism)، وهي عملية تجزئة الكليات المعقدة إلى الأجزاء الصغيرة التي
تتكون منها. من ناحية أخرى، تعد الفلسفة الذاتية أو البنائية أكثر تنوعاً، حيث
يمكن تحديد ثلاثة مكونات رئيسة (Smith&Ragan,1999,p 14-16) هي:
-
البنائية الفردية ( أو المعرفية ) التي يعتقد أنصارها بأن
بناء المعرفة عملية فردية، وأنها تنتج عن التفسير الشخصي للخبرة التي يمر بها
الفرد، وأن التعلم عملية نشطة.
-
البنائية الاجتماعية: يعتقد أنصار هذا التوجّه بأن التعلم
عملية تشاركية، في إشارة إلى أهمية الحوار الاجتماعي في النمو المعرفي للفرد، ويتم
ذلك من خلال السياقات الاجتماعية والثقافية، حيث يتم تكوين المعنى من خلال التفاوض
والحوار المعتمد على وجهات نظر متعددة.
-
البنائية السياقية (Contextual
Constructivism): هذه وجهة نظر معاصرة تؤكد على أن التعلم يحدث (ويجب أن يتم ) في
مواقف حقيقية أو أصيلة، وأن يدمج تقويم الأداء في مهام التعلم ونشاطاته وليس
منفصلاً عنها.
الأسس النظرية:
كثيراً
ما وصف التصميم التعليمي بكونه مجالاً انتقائياً ( eclectic) يشتق مبادئه من نظريات
مختلفة. بإيجاز، تمثل نظريات التعلم السلوكية والمعرفية والبنائية الأسس النظرية
الرئيسة للمجال. تشدد السلوكية على السلوك القابل للملاحظة والقياس، وعلى مبادئ
التعزيز والتغذية الراجعة التصحيحية الفورية، والتطبيق محدد الخطوات، ومهام التعلم
الصغيرة. وعلى العكس من ذلك، تشدد المعرفية على السلوك غير القابل للملاحظة، وعلى
عمليات ومفاهيم مثل: الانتباه والإدراك والحافز والنماذج الذهنية، ومهارات التفكير
العليا، ونقل التعلم والفروق الفردية. وأخيراً، تشدد البنائية على بناء المعرفة
وليس استقبالها فقط، وعلى التحكم الذاتي، والتعلم التعاوني، والتعلم النشط الأصيل،
والتفكير التأملي، والاستكشاف الموجّه، وتعددية وجهات النظر، والتقويم الأصيل.
صالح (2005)
و بالنسبة للتصميم التعليمي السلوكي يمكن
الإشارة إلى النموذج العام (Generic ID Model) الذي يتكون من خمسة
مراحل ، ويمكن اعتبار " نشاطات التعلم التسعة" لجانييه (Gagne,1985) نموذجاً
سلوكياً/معرفياً، مع ميل أكبر للتوجّه المعرفي ،ويمكن تصنيف نموذج ميريل (Merrill,2002) " المبادئ الأولى
للتعليم " كنموذج معرفي/بنائي. صالح (2005)
أهميته :
يمكن تلخيص فائدة التصميم التعليمي وأهميته في النقاط الخمس التالية أبو شاويش (2013) :
-يؤدي التصميم التعليمي إلى توجيه الانتباه نحو الأهداف التعليمية: حيث أنه من بين الخطوات الأولى في تصميم التعليم تحديد الأهداف التربوية العامة، والأهداف السلوكية الخاصة للمادة المراد تعليمها، هذه الخطوة من شأنها أن تساعد المصمم في تمييز الأهداف المميزة من الأهداف الثانوية، وتمييز الأهداف التطبيقية من الأهداف النظرية.
-يزيد التصميم من إحتمالية فرص نجاح المعلم في تعليم المادة التعليمية: حيث أن القيام بعملية التصميم (التخطيط والدراسة المسبقة) للبرامج التعليمية من شأنها أن تتنبأ بالمشكلات التي قد تنشأ عند تطبيق البرامج التعليمية، وبالتالي محاولة العمل على تلافيها قبل وقوعها، فالتصميم عملية دراسة ونقد وتحويل وتطوير للبرامج، ومن شأنه أيضاً أن يجنب المستخدم لهذه الصورة صرف النفقات الباهظة، والوقت والجهد اللذان قد يبذلا في تطبيق البرامج التعليمية بشكل عشوائي.
-يعمل تصميم التعليم على توفير الوقت والجهد: بما أن التصميم عبارة عن عملية دراسة ونقد
وتعديل وتغيير؛ لذا فإن الأساليب والممارسات التعليمية الضعيفة أو الفاشلة يمكن حذفها في أثناء
التصميم وقبل الشروع المباشر بتطبيقها، فالتصميم والتخطيط المسبق يتمثل في اتخاذ القرارات
المناسبة المتعلقة باستعمال الطرق التعليمية الفعالة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرغوب فيها.
-يعمل تصميم التعليم على تسهيل الاتصالات والتفاعل والتناسق: وذلك بين الأعضاء المشتركين في تصميم البرامج التعليمية وتطبيقها مع التقليل من المنافسات غير الشريفة أو غير المجدية.
-يقلل تصميم التعليم من التوتر: والذي قد ينشأ بين المعلمين من جراء التخبط في إتباع الطرق
التعليمية العشوائية لذا فتصميم التعليم من شأنه أن يقلل من حدة هذا التوتر بما يزود به المعلمين من صور وأشكال ترشدهم إلى كيفية سير العمل داخل غرفة الصف.
أهداف التصميم التعليمي:
يسعى علم التصميم التعليمي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف يحددها (الحيلة،1999) نقلا أبو شاويش (2013) كالآتي:
1. صياغة
الأهداف العامة والسلوكية.
2. تحديد الاستراتيجيات و تطوير المواد التعليمية التي يؤدي التفاعل معها إلى تحقيق
الأهداف.
3. تجسير
العلاقة بين المبادئ النظرية وتطبيقاتها في الموقف التعليمي.
4. استخدام
الوسائل والمواد والأجهزة التعليمية المختلفة بطريقة مثلى.
5. الاعتماد
على الجهد الذاتي للمتعلم في عملية التعلم.
6. توفير
البيئة التعليمية الملائمة للمتعلمين مما يساعدهم في تحقيق نتائج التعلم المتوقعة
وبما يتلاءم في نفس الوقت مع خصائصهم وبما ينمي لدى كل واحد منهم اتجاهات
ايجابية نحو نفسه كمشارك في عملية التعلم.
7. تطبيق
فكر وأساسيات أسلوب النظم الذي يتناول المدخلات التعليمية والتفاعلات
المتبادلة بين بعضها البعض وبين البيئة التعليمية وتحديد نوع المخرجات وقياس مدى
فعاليتها وتحقيقها للأهداف واستخدام أساليب التغذية الراجعة والتحسين المستمر لنوعية
نشاط التعليم والتعلم(راسل، .(1982
8. توفير
شروط التعلم ومواصفات التعليم المناسبة لتحقيق الأهداف التعليمية بكفاءة
وفعالية، وتشتق هذه الشروط والمواصفات من نظريات التعليم والتعلم.
نماذج التصميم التعليمي
يقوم التصميم التعليمي بتقديم أنسب الإجراءات للعملية التعليمية وينظم مكوناتها بتتابع منطقي
ويعالجها كمنظومة متكاملة تتكون من عدة مكونات تعمل لتحقيق هدف محدد لذلك تحتاج عمليات التصميم التعليمي إلى نماذج توضح العلاقات بين مكوناتها، وتساعد على فهمها وتفسيرها واكتشاف عمليات وعلاقات جديدة، مما يستدعي القيام بإلقاء الضوء على تلك النماذج من خلال التعريف بها بشكل عام والتطرق لبعض النماذج العربية والأجنبية ومعرفة مكونات كل منها والغرض منها وإمكانية الاستفادة منها. أبو
سويرح (2009)
أ-تعريف النموذج :
يعرفه خميس (2003) نقلا عن أبو شاويش (2013) بانه : "تصور
عقلي مجرد لوصف أشياء أو أحداث أو مواقف أو عمليات واقعية وتمثيلها، إما كما هي أو كما ينبغي أن تكون، وذلك بصورة مبسطة بصرية أو لفظية، قد تأخذ شكل معادلة أو صورة مادية أو رسم خطي".
ب-تعريف نموذج التصميم التعليمي:-
يعرفه خميس (2006 ) نقلا عن أبو
شاويش (2013) نموذج التصميم التعليمي بأنه : " تصور عقلي مجرد لوصف الإجراءات والعمليات الخاصة بتصميم التعليم وتطويره، والعلاقات التفاعلية المتبادلة بينها،وتمثيلها إما كما هي أو كما ينبغي أن تكون، وذلك بصورة مبسطة في شكل رسم خطي مصحوب بوصف لفظي يزودنا بإطار عمل توجيهي لهذه العمليات والعلاقات وفهمها، وتنظيمها، وتفسيرها، وتعديلها، واكتشاف علاقات ومعلومات جديدة فيها، والتنبؤ بنتائجها ".
أهداف نماذج تصميم التعليم :
تهدف نماذج التصميم التعليمي كما تذكرها سحتوت
(2015) إلى :
1- تحسين التعليم والتعلم.
وذلك عن طريق حل المشكلات كأساس لمدخل
المنظومات.
2- تحسين إدارة التصميم والتطوير التعليمي.
بواسطة طرق ووظائف التوجيه والتحكم للمدخل
المنظومين.
3- تحسين عمليات التقويم.
عن طريق الرجع والمراجعة والتنقيح.
4- اختبار نظريات التعليم والتعلم التي يقوم
عليها التصميم.
خصائص نموذج التصميم التعليمي الجيد:
يمكن تحديد الخصائص التالية لنموذج التصميم التعليمي الجيد كما ذكرها ) خميس،2003)
نقلا عن أبو سويرح
(2009) :
1. التمثيل
الصادق للواقع :فالنموذج
ليس هو الواقع، ولكنه تمثيل له،إما كما هو أو كما
ينبغي أن يكون، وكلما كان التمثيل صادقًا، كان النموذج جيدًا.
2. البساطة
في تمثيل الواقع: وعرض العمليات المطلوبة والعلاقات بينها، وإبرازها في
شكل بسيط يسهل فهمه.
3. النظامية: فالتصميم
التعليمي هو طريقة عملية نظامية في التفكير،قائمة على حل
المشكلات لتحقيق أهداف محددة، وهذه الطريقة العلمية هي دائرة بين المدخلات
والمخرجات، ونماذج التصميم التعليمي تصف هذه الطريقة(أو العمليات) وتقع المدخلات
والمخرجات، ومن ثم فالنموذج الجيد هو الذي يعرض المكونات والعمليات بطرية منظمة
تساعد على فهم العمليات والعلاقات وتفسيرها، واكتشاف معلومات جديدة.
4. الشرح: فالنموذج
الجيد هو الذي يشرح العمليات والعلاقات،بشكل يسهل فهمه وتفسيره.
5. الاتساق
الداخلي: بمعنى أن تكون جميع مكوناته متسقة ومنسجمة مع بعضها البعض،
دون تناقض أو تعارض بينها.
6. الشمول
: بمعنى
أن يشتمل عل جميع العمليات والعلاقات، والعوامل المؤثرة فيها،
لعرض صورة متكاملة عن العملية والنظام، يساعد عل فهمها وتفسيرها.
7. التعميم: فبالرغم من المصمم قد يعد نموذجًا لعملية أو مشروع بعينه، إلا انه ينبغي أن
يكون قادرا على تعميم العمليات، بحيث يكون تطبيقها في عمليات أو مشروعات أخرى
مشابهه.
8. التجريد: فبالرغم
من أن النموذج هو تمثيل للواقع، إلا أن هذا التمثيل يكون مجردًا،
ويشتمل على مفاهيم ومبادئ نظرية عديدة ورموز مجردة، مما يتطلب خلفية خاصة لفهم
دلالات هذه الرموز والمفاهيم والنظريات المتضمنة فيه.
9. الاقتصاد
: بمعنى
أن يقتصد النموذج في العمليات والعلاقات، قدر الإمكان بحيث يقتصر
على المتغيرات المطلوبة فقط.
10. التحديد
الواضح: بحيث
يكون للنموذج حدود ومحددات واضحة بشأن استخدامه وتطبيقه.
11. التأصيل: بمعنى أن يقوم النموذج على أصول نظرية واضحة من نظريات التعليم
والتعلم، وألا يتناقض مع البيانات التجريبية.
12. النفعية: إذ
ينبغي أن تكون للنموذج فائدة نفعية، من حيث تنظيم البيانات في شكل له
معنى، والعمل على تحقيق نواتج محددة تهدف إلى تحسين فعالية التعليم وكفاءته.
13. القابلية
للتطبيق: فبالرغم
من أن نماذج التصميم تهدف إلى تحقيق المثالية، إلا أنها
يجب أن تكون قابلة للتصميم لكي يكون لها نفع وفائدة.
وظائف نماذج التصميم التعليمي:
تؤدي نماذج التصميم التعليمي وظائف متعددة، ذكرها خميس ( 2003) نقلا عن أبو شاويش (2013) على النحو التالي:
-1 التوجيه: ويقصد به رسم الخطط وتحديد أفضل الأنشطة والطرائق التي توجه العمل نحو تحقيق الأهداف المحددة.
2- الوصف: ويقصد به وصف العمليات والإجراءات والتفاعلات في عمليات التصميم
والتطوير التعليمي بما يضمن عدم نسيان أي مكون أو عملية.
3- التحليل: فالنماذج تساعد على إجراء عمليات التحليل الخاصة بالعمليات والعلاقات.
4- الشرح والتوضيح : حيث تساعد النماذج على شرح العمليات والعلاقات بينها.
5- الإدارة والتوجيه: فالنماذج تقدم إطارا توجيهيا لتنظيم الجهود بين العاملين في المشروع
والتنسيق بينهم.
6- الضبط والتحكم: فالنموذج يجعل التصميم يسلك طريقًا مرسوما من خلال الضبط والتحكم
في العمليات والتفاعلات ،وباستخدام
إجراءات التقويم البنائي المستمرة.
7- التنبؤ: حيث يساعد النموذج على التنبؤ بالتعلم الفعال،في حالة التطبيق الجيد للأنشطة
والإجراءات المتضمنة.
أمثلة لبعض نماذج التصميم التعليمي:
هناك عدة نماذج لتصميم التعليم بعضها معقد، والأخر بسيط، ومع ذلك فجميعها يتكون من
عناصر مشتركة تقتضيها طبيعة العملية التربوية. والاختلاف بينهما ينشأ من انتماء مبتكري
هذه النماذج إلى مدرسة تربوية (سلوكية،معرفية) دون أخرى، وذلك بتركيزهم على عناصر
كل مرحلة من مراحل التصميم بترتيب محدد، فهناك مرونة في تناول هذه العناصر حسب
ما يراه المصمم، وحسب طبيعة التغذية الراجعة التي يتلقاها، ومن ثم إجراء التعديل
المطلوب وجميع النماذج اشتقت من مدخل النظم لتصميم التعليم الذي يتكون من عدة
عناصر منظمة منطقيًا وهذه العناصر هي (الحيلة، (2003:
1. تحليل احتياجات النظام: مثل تحديد العمل والمهام، وأهداف الطلبة، واحتياجات
المجتمع، وكذلك تحليل القوى العاملة، والمكان والوقت والمواد والميزانية وقدرات الطلبة.
2. التصميم: ويتضمن تحديد المشكلة سواء أتدريبية كانت لها علاقة بالعمل أم بالتعليم
التربية، ومن ثم تحديد الأهداف، والاستراتيجيات، والأساليب التعليمية المختلفة الضرورية
لتحقيق الأهداف.
3. التطوير: ويتضمن وضع الخطط للمصادر المتوافرة، وإعداد المواد التعليمية.
4. التقويم: ويتضمن التقويم التكويني للمواد التعليمية، ولكفاية التنظيم بمساق(مقرر) ما،
وكذلك تقويم مدى فائدة مثل هذا المقرر للمجتمع، ومن ثم إجراء التقويم النهائي أو الختامي.
وفي ما يلي عرض بعض نماذج التصميم التعليمي:
-1 نموذج التصميم العالمي: (ADDIE)
يعتبر النموذج العام لتصميم التعليم هو أساس كل
نماذج التصميم التعليمي حيث إن الغالبية من نماذج التصميم التعليمي تعتمد في إنشائها على نموذج ADDIE،وهذا الاختصار
يعزى إلى الحروف الأولى من المصطلحات التي تشكل المراحل الخمسة تألف منها النموذج وهي :
1. التحليل: ( Analyze ) وهو
تحليل احتياجات النظام مثل تحليل العمل والمهام ، وأهداف
الطلبة ، واحتياجات المجتمع ، والمكان والوقت ، والمواد والميزانية وقدرات الطلبة .
.2 التصميم : (Design )ويتضمن تحديد المشكلة سواء أتدريبية كانت لها علاقة بالعمل أم بالتعليم
والتربية ، ومن ثم تحديد الأهداف ، والاستراتيجيات ، والأساليب التعليمية المختلفة الضرورية لتحقيق الأهداف .
3. التطوير :(Develop) ويتضمن
وضع الخطط للمصادر المتوافرة ، وإعداد المواد التعليمية.
4. التطبيق (Implement ) : ويتضمن تسليم وتنفيذ وتوزيع المواد والأدوات التعليمية .
5. التقويم: (Evaluate ) ويتضمن
التقويم التكويني للمواد التعليمية ، ولكفاية التنظيم بمساق
(مقرر ما( ، وكذلك تقويم مدى فائدة مثل هذا المقرر للمجتمع ، ومن ثم إجراء التقويم النهائي أو الختامي . أبو
شاويش (2013)
-2 نموذج كمب الشامل لتصميم برامج التعلم الإلكتروني (Kamp Model, 1985):
الهدف من هذا النموذج هو استخدامه في تصميم وحدات تعليمية أو برنامج تعليمي كامل
، وهو من النماذج المختبرة Comprehensive
Instructional Design حيث
استغرق اختباره أربعة فصول دراسية في سيمنار التصميم التعليمي، ومن خلال مقرر التصميم التعليمي في كلية قدم هذا النموذج لطلاب مقرر ، San Jose State Unive المجتمع بجامعة ولاية سان جوز التصميم التعليمي في جزأين: تضمن الجزء الأول، تزويد الطلاب بالخبرة التعليمية فردياً، بالخطو الذاتي، وذلك باستخدام أنشطة التعلم الموجه سمعياً، التي صاحب كتاب "كمب" عمليات التصميم التعليمي "الذي تضمن هذا النموذج، أما الجزء الثاني، فقد تكون من قيام الطلاب بواجبات فردية وجماعية، يطبقون فيها ما اكتسبوه من تعلم خلال الدراسة الفردية في الجزء الأول.
شكل النموذج وخصائصه:-
اختار "كمب" لهذا النموذج الشكل البيضاوي، ووضع العنصر من عناصره العشرة، في
مركز النموذج، وحوله العناصر التسعة الأخيرة، وأحاطه بالتقويم والمراجعة والشكل البيضاوي لا توجد فيه نقطة بداية محددة، كما أن عناصر النموذج غير متصلة معاً بخطوط أو أسهم توحي
بالالتزام بالتتابع الخطي عند تطبيقه. وهذا كله يوفر المرونة التامة عند تطبيقه، إذ يمكن البدء من أي عنصر، حسب ظروف الموقف، ويسير فيها الفرد بالترتيب الذي يشعر أنه مناسب لحالته، كما أنه يسمح بإجراء التعديلات اللازمة في اختيار العناصر أو ترتيب معالجاتها بالحذف أو الإضافة أو التعديل، ومن ناحية أخرى، فإن وجود عنصر التقويم والمراجعة حول العناصر العشرة، يشير إلى إجراء التقويم والمراجعة في أي وقت خلال عملية التصميم.
مكونات النموذج:-
يتكون هذا النموذج من عشرة مكونات أو منظومات فرعية، يمكن وصفها بإيجاز كما يلي:
- قدر
حاجات التعلم
لتصميم برنامج تعليمي، حدد الغايات، والمعوقات، والأولويات.
- اختَر
الموضوعات أو مهمات العمل المطلوب معالجتها، ثم بين الأهداف العامة المناسبة
للموضوعات أو المهمات.
- أُدرس
خصائص المتعلمين أو المتدربين، التي ينبغي مراعاتها أثناء التخطيط.
- حدد
محتوى الموضوع، وحلل مكوناته المهمة المرتبطة بالغايات والأهداف المحددة.
- صغْ
أهداف التعلم المطلوب تحقيقها، في ضوء محتوى الموضوع ومكوناته المهمة.
- صمم
أنشطة التعليم/ التعلم المناسبة لتحقيق الأهداف المحددة.
- اختَر
المصادر التعليمية، التي تُساند الأنشطة التعليمية.
- عين
الخدمات المساندة المطلوبة Support Services ، لبناء وتنفيذ الانشطة والمواد التعليمية المنتجة.
- جهز
لتقويم التعلم والبرنامج.
- حدد
استعداد المتعلم أو المتدرب لدراسة الموضوع، باستخدام الاختبار القبلي) (خميس،
.( 2003 نقلا عن أبو
شاويش (2013)
3- نموذج "كمب" لتصميم وإنتاج المواد والوحدات التعليمية.
يتكون هذا النموذج من ثمانية عناصر أو خطوات رئيسية وهي كالتالي (جيرولد كمب، (1987 :
1. التعرف
على الغايات التعليمية، ثم إعداد قوائم بالموضوعات الرئيسة التي سوف يتم تناولها
من خلال محتوى المادة الدراسية، وتحديد الأهداف العامة لتدريس كل موضوع من هذه
الموضوعات.
2. تحديد
خصائص المتعلمين الذين يستهدفهم تصميم الخطة التعليمية من حيث قدراتهم
وحاجاتهم واهتماماتهم وغيرها من الخصائص الأكاديمية والاجتماعية التي تميزهم كمجموعة
وأفراد.
3. تحديد
الأهداف التعليمية المراد أن يحققها المتعلمون في صورة نتائج تعلم سلوكية يمكن
قياسها وتقويمها.
4. تحديد
محتوى المادة الدراسية التي ترتبط بكل من الأهداف التعليمية.
5. إعداد
قوائم قياس قبلي لتحديد خبرات المتعلمين السابقة ومستواهم المعرفي الحالي عم
الموضوع أو الموضوعات الدراسية التي سوف يتناولها من خلال الخطة التعليمية.
6. اختيار
نشاطات التعليم والتعلم و المصادر و الوسائل التعليمية التي سوف يتم من خلالها
وبواسطتها تناول المادة الدراسية بما يساعد على تحقيق الأهداف التعليمية.
7. تحديد
الإمكانات والخدمات المساندة مثل الميزانية، الأشخاص،جدول الدراسة، الأجهزة
والأدوات وغيرها من التسهيلات التعليمية والتنسيق فيما بينها بما يساعد على تنفيذ الخطة
التعليمية.
8. تقويم تعلم المتعلمين ومعرفة مدى تحقيقهم للأهداف التعليمية، والاستفادة من نتائج هذا
التقويم في مراجعة وإعادة تقويم أي خطوة أو جانب معين من الخطة يحتاج إلى تحسين.
والشكل التالي يوضح الخطوات التي يتكون منها النموذج والعلاقات فيما بينها. أبو
سويرح (2009)
![]() |
4- نموذج ديك وكاري المعدل عام 1996 (Dick,
W.; Cary, L) :
طور والتر ديك ولو كاري في عام ( 1996 )، أحد أكثر النماذج استخداماً في التطوير
التعليمي، لتنمية مهارات تصميم المواد التعليمية والموديلات، ويستخدم النموذج على مستويين:
الأول، على المستوى المعرفي الأكاديمي، والثاني، على المستوى الإنتاجي، ويمكن استخدامه
كنموذج عام لتطوير المنظومات، أو لتطوير مشاريع ذات تركيز محدد، كذلك ينبغي ملاحظة أن ديك وكيري يستخدمان مصطلح التصميم التعليمي لكل العملية التي نسميها التطور التعليمي
يتكون نموذج "ديك وكيري" المعدل للتطوير والتصميم التعليمي من عشر خطوات
) شمى،إسماعيل، (2008نقلا عن أبو شاويش (2013) كالتالي :
1. تحديد الأهداف العامة:هذه الخطوة هي أولى خطوات النموذج وهي هامة لأنها تحدد شكل
مشكلة تشخيص الأداء وتساعد على التعرف على الأهداف التعليمية الضرورية لإيجاد حلول
للمشكلات، كما إنها تساعد في خلق المهارات المختلفة وعلى كتابة المنهج بصورة ملائمة.
2. التحليل
التعليمي:هو تحليل الأهداف العامة إلى مهارات معينة وتحت مهارات حتى يستطيع
المتعلمون انجاز الأهداف الموضوعة،ومرحلة التحليل التعليمي تكون من أغنى الخطوات من
حيث النتائج الملموسة ويكون فيها وصف المهام مطور ويقدم في عرض موجز ليستخدمه المعلم.
3. تحديد
السلوك المدخلي: وفي هذه الخطوة يتم تحديد السلوك والمهارة التي يجب أن تكون
سائدة ويتم فيها تحديد خبرات المتعلمين ومعلوماتهم السابقة عن المادة وتوقعاتهم الخاصة بالتعلم
لان هذا التحديد يساعد المصمم على معرفة الأشياء الحديثة التي يحتاج المتعلم إلى معرفتها ويتم حذف ما تم تعلمه بالفعل من قبل.
4. كتابة
الأهداف التعليمية:وهي تحدد المتوقع من المتعلمين أداءه بعد الانتهاء من دراسة الوحدة التعليمية وتساعد الأهداف التعليمية في تصميم الاختبارات وتوضح في كتاب المتعلم أو اللوحات والشفافيات.
5. بناء
الاختبار محكي المرجع:حيث يكون هذا الاختبار مقياس مباشر للسلوك الموصوف في
الأهداف والاختبارات محكية المرجع هي شكل من أشكال المواد التعليمية التي تأتي في نهاية
الدرس أو تكون في صورة تمارين تصاحب الدرس.
6. تطوير
إستراتيجية التعليم: ويقصد بها تحديد المكونات العامة للمواد التعليمية والإجراءات التي
سوف تستخدم مع تلك المواد للوصول إلى مخرجات تصميم تعليمي وتمدنا أيضًا ببناء منظم للنتائج
الملموسة كما يقصد بها اختيار الوسائط والأهداف والأساليب التعليمية والربط بينها جميعًا.
7. تطوير
واختيار الوسائط التعليمية:وهذه الخطوة تعد أكثر الخطوات تميزًا من حيث التقدم
السريع ويتم فيها تحديد الوسائط التعليمية المناسبة وتطويرها، ومن المهم ربط الوسائط المختارة
بالأهداف ونوع الخبرة وطرق تجميع المتعلمين.
8. التقويم
البنائي:هو الذي تخضع له الوسائط والأساليب التعليمية المستخدمة لتجريبها مع المتعلمين
والمعلومات لمراجعة هذه المواد وتعديلها حتى يمكن الوصول إلى تحقيق الأهداف التعليمية.
9. المراجعة:وتشمل مراجعة جميع خطوات النموذج وتعديل ما قد يظهر بها من أخطاء.
10. التقويم
النهائي:ومن خلاله يتم الوقوف على صلاحية النموذج التعليمي أو عدم صلاحيته.
5- نموذج جيرلاش وإيلي Gerlach & Ely :
تذكر سحتوت (2014) أن هذا النموذج يركز على
أن المعلم هو محور ومقوم العملية التعليمية، وليس مجرد الناقل للجوانب
التعليمية فقط
شكل النموذج وخصائصه:
يعتمد هذا النموذج الشكل الخطي، وهو مكون من
ثلاث مراحل أساسية هي:
1- تحديد المحتوى.
2- تحديد الأهداف.
3- تقويم السلوك.
وعند تفصيل هذه المراحل الرئيسية نجدها تنقسم
إلى عشر خطوات.
الشكل التالي يعرض تخطيط هذا النموذج:
مكونات النموذج:
يتكون النموذج من ثلاثة مراحل أساسية يتم
تقسيمها إلى عشر خطوات:
1-
تحديد الأهداف التربوية:
يتم في هذه المرحلة تحديد الأهداف التربوية
للموضوع المطلوب تدريسه.
2-
تحديد المحتوى:
يراعي تغطية الأهداف،
ومناسبة خصائص المتعلمين.
3-
تقرير وقياس السلوك المدخلي للمتعلمين قبل التدريس، ويتحقق عن طريق إجراء بعض
الاختبارات والمقاييس:
- اختبارات قبلية تحصيلية
- مقياس اتجاهات علمية
- المناقشات والأسئلة
الشفوية
4- تحديد استراتيجية التدريس:
يتم في هذه المرحلة
تقرير استراتيجية التدريس وتكنولوجيا التعليم للموضوع المطلوب تدريسه.
5- تنظيم المجموعات
للتعلم:
يتم من خلال تقسيم
الطلاب إلى مجموعات صغيرة، والاستعانة ببعض الأجهزة التقنية مثل الحاسب الآلي
وجهاز العرض الفوق رأسي.
6- تحديد وتوزيع وقت
التدريس:
يتم وضع خطة زمنية
لتدريس الموضوع، تتضمن:
- عرض العرض النظري
- التطبيق العملي
- استخدام الوسائل
التعليمية
7-
تخصيص المكان وتنظيمه:
8-
التنظيم السيكولوجي:
يتم في هذه الخطوة:
- تجهيز بعض المراجع
المتعلقة بموضوع الدرس
- تحضير برنامج
كمبيوتر
9-
تقويم الأداء:
يتم في هذه الخطوة:
- تطبيق اختبار
التحصيل البعدي
- مقياس الاتجاه
البعدي
- ملء بطاقة الملاحظات
10-
تحليل نتائج التغذية الرجعية
يتم عن طريق:
- التقويم المستمر
المبدئي
- التقويم التكويني
- التقويم التجميعي
Casino & Gaming | Dr.MD
ردحذفLas Vegas Strip, Nevada (June 11, 남양주 출장마사지 2021). 과천 출장안마 Casino, Gaming. Contact Information. (800) 255-3100. 김포 출장마사지 Contact 안양 출장샵 Details. Hours, Accepts 여수 출장샵 Credit Cards, Accepts